رسالة من امام قبر خالد سعيد بالاسكندرية لكل مصرى

كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهراً، عندما وصلت والدة خالد سعيد، لقبره، فى ذكرى وفاته الاولي التي توافق اليوم 6 يونيه 2011، بصحبتها مجموعة من أقارب خالد وأصدقائه، الذين جاءوا خصيصاً لزيارة قبر شهيد الطوارئ، الذى كانت قضيته واحد من اشهر القضايا التي عرفتها مصر، وساهمت في تحريك بركان من الغضب الشعبي، بعد قتله علي يد بعض من مخبري الشرطة. بمجرد ان اقتربت والدة خالد سعيد من قبره في منطقة المنارة بشرق الاسكندرية، انحنت لتمسح برفق علي قبره، وقالت بصوت مسموع:" فخوره بيك علشان  طلعتنا  من عهد الظلم .. وحشتني أوى  يا حبيبى". واضافت، وهي توزع نظراتها بين قبره ورفاقه من الشباب الذين صاحبوها،:" كل الناس فرحانين بيك علشان طلعتهم من عهد الظلم،  وحقك حيجيلك، وكلنا حواليك.. اخواتك هنا بيختموا لك القرآن".

"مصراوي" صاحب الاسرة منذ الصباح ..حيث قامت  السيدة ليلى مرزوق بمراجعه طبيبها اولا، ثم عادت الي المنزل  لتتجه مرة اخري، بصحبة اصدقاء خالد الي قبره، وجاءت بعض وسائل الاعلام والقنوات الفضائية لتغطية هذا الحدث، وكان من اللافت للنظر غياب النشطاء السياسيين من هذا المشهد، بينما حرص جيرانه واصدقائه، وبطبيعة الحال أقربائه علي التواجد.

وقام احد الحضور بتوزيع، بعض كتيبات بها آيات القران والادعية ليقوم الجميع بالدعاء له بصوت عالي، بينما اقتربت الأم من شاهد القبر لتمسح عليه وتبكى وتلقي السلام علي ابنها، الذي كان اصغر اخوته، واخذت تردد له " البلد  بقت حلوة ي اخالد وأحسن بكثير".
وقالت والدة خالد " لمصراوي" انها سوف تسعي دائما  من اجل الحصول علي حق خالد، واكدت مجددا انها لن تعفو عن قاتله، ومن حدث ذلك في عصر- الرئيس السابق مبارك- وكل من تسبب في ضياع ابنها وخراب البلد". واشارت الي ان وائل غنيم قد حرص علي الاتصال بها في الصباح لمواساتها، وقالت:"وائل زي ابني ودايما  بيتصل بي ويطمئن عليا".

وانتقدت والده خالد سعيد التأجيلات  المستمرة للقضية، وتمنت ان يصدر الحكم النهائي نهاية الشهر الجاري، واضافت قائلته، :"مهما كان الحكم  في قضية خال، انا خلاص مش حزعل، حقه وصله  بعد ما الناس كلها عرفت الحقيقة.. وربنا موجود " وطالبت الشباب بالعمل والصمود والاستمرار في الثورة، حتي لا يضيع حق  خالد وحق شهداء الثورة، وهاجمت والدة خالد دفاع  المخبرين المتهمين قائلة انهم يقومون باستهجان الثورة والسخرية منها، وقد عنفهم القاضي على ذلك، واعرب عن ثقتها في القضاء المصري، ممثلاً في القاضي الذي يتولى قضية ابنها حالياً.
وقبل ان تغادر قبر ابنها، لم تستطع ان توقف خيط من الدموع انساب من عينها، وقال:" الثورة مستمرة،  ولازم البلد تتطهر من النظام السابق، علشان هم وراء كل ما يحدث حالياً من مشاكل في البلد".  وقبل ان تودع اسرة خالد سعيد واصدقائه، منطقة المقابر، توجهوا، في لافتة انسانية، الي قبر احد  ضباط الشرطة، والذي استشهد في مواجهة مع بعض البلطجية، في ايام الانفلات الامني".

تعليقات